الأربعاء، 28 يوليو 2010

من على وسادة باكية

عاد للمنزل بعد ان انهى اجراءات طلاقه، اخذ يدق الجرس دون جدوى ليتذكر ان زوجته، عفوا طليقته قد غادرت بالامس ، اخرج مفتاحه وفتح الباب بنفسه، لم يبدو منزله كما كان يبدو طيلة العشر سنوات الماضية، وكان لون كل مافيه قد اختلف، حتى الهواء الذي كان يتنفسه كان محملأ برائحه مالوفة لكن لم يستطع استدراكها على الفور، مشى بثقة الغاضب تجاه غرفته وهو يطمئن نفسه انه على صواب وان الانفصال كان الحل الامثل و " الوحيد" لخلاف الامس مع زوجته، مر بغرفة المعيشة واتجه للمطبخ ليشرب بعض الماء، لا زالت الرائحة تملا المكان وتملأ صدره!!! كان الهواء يزداد ثقلا، غضبه كان حملا ثقيلا على عقله اخر ادراكه لماهية الرائحة التي يشمها، وضع كوب الماء من يده بعد ان لامس الماء شفتاه دون ان يشرب حقيقة اية قطرة! خرد من المطبخ بثقة اقل وتوجس اكثر ،حتى دخل غرفته وكأن الرائحة هجمت عليه عندما رأى شال زوجته الحريري بجانب احد ادراجها، كان متنفسه رائحة شعرها، هذه الرائحة هي فعلا رائحة شعرها التي اعتاد ان يضيع في شلاله، اصبح ياخذ انفاسه بقوة ليدخل تلك الرائحة الى صدره عله يسترجع ذلك الامان في عناقها، اصبحت زوجته كذرات متطايرة في المنزل متاكد من وجودها لكن لا يستطيع الامساك بها، اخذت الافكار تتسارع في راسه، والحلول البديلة للانفصال تصطف امام عينيه، اصبحت فكرة ان الزوجين لابد ان يقدموا تنازلات معقولة جدا في تلك اللحظة،كانه كالطفل في اول ايام فطامه، نظر الى هاتفه واخذ يفكر بتهور هل سيعيد اتصال ما انهاه قبل عودته ؟ هل ستكون الرسالة اسلم واخف وطأة؟ قرر البحث عن رقمها قبل ان يفكر، عله يصل الى قرار حتى يجد ذلك الرقم الذي يتذكره جيدا،قطع حبل افكاره صوت طرق الباب، نظر بنظرة جادة محاولا عدم ابداء الندم في محاولة يائسة لاثبات صحة قراره امام نفسه، لتسقط عينيه على ابنته ذات العشر سنوات، وهي مستعده بحقائبهاـ ليوصلها الى بيتها الجديد، حيث ستقطن مع امها، اعاد الهاتف الى جيبه، واشار برأسه الى ابنته بالايجاب، واختار ان يعيش وحيدا محافظً على كرامة اعتقد انها ستهدر !


p.s


طول الانتظار لا يعطيك اية تلميحات عن ما سيحصل في الاخير
والخيبة بعد هذا الانتظار غريبة ، وتحتاج الى فترة طويلة حتى يتم استيعابها

هناك تعليقان (2):

  1. واااو ,, لو انتي اللي كاتبه الكلام مره حلو

    استمري

    ردحذف
  2. لايكون الطلاق الا اخر الحلول
    فربما كان بحاجه لوقت لينسى (ماتعود عليه) وليس مااحبه
    فقط مجرد وقت

    ردحذف