الثلاثاء، 18 أغسطس 2009

بقايا فتاة ..

الساعة الثانية صباحا
دخلت منهكة الى منزلها
اتجهت الام الى غرفتها
وهي اخذت تنظر لانحاء منزلهم
وكأنها لاول مرة تدخله
وضعت حقيبتها الصغيرة ورمت صندلها الجميل
.......................................
جلست على كرسي جانبي وارجعت رأسها للخلف
وكأنها تستعد لرحلة في الة الزمن
اغمضت عينيها الجميلتين لتعود بذاكرتها لما قبل عام بالتمام
كان حفل زفاف احد اقاربها، وكانت بلا منازع ملكة الحفل
سرقت كل الاضواء بالرغم من انها ليست صارخة الجمال
كان فيها شيء مختلف، ملامحها تحكي قصص
تنتاب كل من يراها رغبة قوية بالتعرف عليها
وفي نفس الوقت رهبة وخوف من ان ترفض هذه الرغبة
......................................
ابتسمت بسخرية وهي مغمضة عينيها
ورددت بهمس حزين(الترف لا تضايقونة )
نفـس عميــــــــــــــــــــــــــــــــق
بل هو اقرب الى تنهيدة
كانت ترقص بسكر على انغام الموسيقى
كانت تعلم انها تسرق الانظار بالرغم من بساطة ملامحها
لم تفهم لماذا ولكنها كانت تستمع بالنظرات التي تلاحقها
.............................................
في تلك الليلة بالذات كانت مستمتعة بالرقص الى حد الجنون
رقصت كثيرا، برقة، بجمال، باغراء
بكل ما تملكة الانثى من جمال وجاذبية
وبعد ليلة واحدة فقط من تلك الحفلة
زارتهم عائلة اخرى ترغب بالارتباط!
...............................
لم تكن سعيدة ابدا بالرغم من توافر المواصفات الملائمة
تعلم جميلتنا بانها ستتزوج طال الزمن ام قصر
لكنها كانت في صراع مستمر، كيف سترتبط بشخص لم تعرفة يوما
انها حياة! ليست يوم او بضعة شهور! كيف يحرم القمار ويفرض عليها
المقامرة بحياتها!
..............................................
خدرت مشاعرها بما تستعملة كل الفتيات
مخدر ( جهاز العروسة) وحفلة العرس
اشغلت بالها بكل ما هو شكلي هربا من ما هو اهم واعمق
ولكن يومها لم تستطع ان تخرس الصوت الذي انقسم الى اصوات
تتناقش بداخلها(لا اعرفه، كيف سيلمسني، يقبلني،يضمني، بل حتى .......؟!)
ليحاول صوت ضعيف ان يهدئها (لا خيار اخر ، حاولي ان تسعدي)
كانت تحاول ان تصمت الاصوات لكي لا تفقد تركيزها وتتعثر بطرف الفستان
فهذة ليلتها المنتظرة واليوم زفتها، وكعادتها الانظار كلها اليها،
لم تستطع ان تسمع الموسيقى في ليلتها وهي التي كان كل ما فيها يرقص على انغامها
كانت فعلا تشعر انها تسير نحو الانتحار، نحو مشنقة، محرقة، جنة، سعادة،
لا تعلم ولا حتى هو يعلم!
.................................................
مرت ايام ، شهور
حاولت ان توصل له فكرة انها ليست مولودة بالامس
لها حياتها، نظامها، صديقاتها من قبل ان ترتبط به
كانت تعاني من ذلك وكان هو ايضا يعاني
كانو في حيرة وكانهم يتسائلون من وضعهم في هذا البيت الغريب
لم تكن سعيدة ،ولم يكن هو ايضا
حينها قررت ان تتمرد، قررت ان تطبق ما كانت تردده
استفزتة بكل ما تملك الانثى من قوة
قادته الى ان ينطق بما يفصلهم عن بعض
وقتها فقط، اخذت ما بقي منها ، وعادت
شبة منتصرة، وشبة خاسرة،
عادت لتردد اليوم على كرسيها
بنغمة تحتضر( خلوة يجني من حياتة ثمرها)
................................
يقطع حبل افكارها بكاء رضيع صغير
تفتح عينيها التي كانت تبكي من غير دموع
واتجهت نحو المطبخ، اخذت قارورة حليب الاطفال
واتجهت الى غرفتها، حملت ذلك الطفل بحنان
كانت ترغب ان تبكي معه، لكنها لسبب ما لم تستطع
مسكينة
ماتت احلامها ولم تستطع حتى ان تبكيها!!!

هناك تعليقان (2):

  1. كلنا هذه الفتاه

    اجدت في وصف حالنا عزيزتي

    نقامر ونغامر باغلى مانملك

    نمشي على السحاب .. على امل ألا نقع

    حالنا مرير للاسف

    ردحذف
  2. حالنا فعلا مرير
    اروع تشبية سمعته ، فعلا نمشي على سحاب على امل ان لا نقع،،،
    شكرا عزيزتي

    ردحذف